عياض: وهو وهم، فإن هذا موضع آخر على ساعة من المدينة، وهو الذي بني فيه مسجد الضرار.
قوله: (فأتاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ناس من أصحابه). وقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد (فبعث إلى علي وعمار فأمرهما أن يأتيا البئر)، وعنده في مرسل عمر بن الحكم: (فدعا جبير بن إياس الزرقي وهو ممن شهد بدرًا فدلّه على موضعه في بئر ذروان، فاستخرجه)، قال: ويقال: الذي استخرجه قيس بن محصن الزرقي، ويجمع بأنه أعان جبيرًا على ذلك وباشره بنفسه فنسب إليه، وعند ابن سعد أيضًا (أن الحارث بن قيس قال: يا رسول الله ألا يهور البئر؟) فيمكن تفسير من أبْهم بهؤلاء أو بعضهم، وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجههم أولاً ثم توجه فشاهدها بنفسه.
قوله: (فجاء فقال: يا عائشة) وفي رواية وهيب (فلما رجع فقال: يا عائشة) ونحوه في رواية أبي أسامة ولفظه: (فذهب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى البئر فنظر إليها ثم رجع إلى عائشة فقال)، وفي رواية عمرة عن عائشة (فنزل رجل فاستخرجه)، وفيه من الزيادة: (أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ اية انحلت عقدة، وكلما نزع إبرة وجد لها ألمًا، ثم يجد بعدها راحة)، وفي حديث ابن عباس نحوه كما تقدم التنبيه عليه.
وفى حديث زيد بن أرقم الذى أشرت إليه عند عبد بن حميد وغيره (فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وفيه: فأمر أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال)، وعند ابن سعد من طريق