بسم الله الرحمن الرحيم
رِدَّةٌ جَدِيدَةٌ
شهدالتاريخ الإسلامي حوادث ردة عديدة، أبرزها وأعنفها ردة القبائل العربية على إثر وفاة الرَّسُولِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، الثورة الكبيرة التي وأدها أبو بكر الصِدِّيقُ في مهدها بإيمانه وعزمه الذي ليس له مثيل في التاريخ، ومنها حركة التنصر التي انتشرت في إسبانيا على إثر جلاء المسلمين، والتي ظهرت في بعض الأقطار التي استولت عليها الدول الغربية المسيحية ونشط فيها القسس و «الإرساليات» ومنها قضايا شاذة من ارتداد بعض ضعاف العقول وصغار النفوس من المسلمين عن دين الإسلام واعتناقهم للبرهمية أو الآرية في الهند، ولكنها حوادث نادرة جِدًّا، وفي الحقيقة أن تاريخ المسلمين لا يعرف الردة العامة - إذا استثنينا إسبانيا البائسة إذا صح أن نسميها ردة - كما اعترف به مُؤَرِّخُو الديانات.
وتتسم هذه الحوادث كلها بسمتين، أولاهما المقت الشديد من المسلمين، والثانية الانفصال عن المجمتع الإسلامي،