الإيمان بها والتحمس لها، وفيها ولا شك مؤمنون بالله متدينون بالإسلام، ولكن سمة هذه الطبقة التي تغلب عليها وفلسفة الحياة الغربية التي قامت على الإلحاد.
إنها ردة، أعود فأقول: اكتسحت العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه وغزت الأُسَرَ والبيوتات، والجامعات والكليات والثانويات والمؤسسات، فما من أسرة مثقفة - إلا من عصم ربك - إلا وفيها من يدين بها أو يحبها أو يجلها وإذا استنطقته أو خلوت به أو أثرته عرفت أنه لا يؤمن بالله، أو لا يؤمن بالآخرة، أو لا يؤمن بِالرَّسُولِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو لا يؤمن بالقرآن كالكتاب المعجز الخالد ودستور الحياة وأفضلهم من يقول أنه لا يفكر في مثل هذه المسائل ولا يهتم بها كبير اهتمام.
إنها ردة ولكنها لم تلفت المسلمين، ولم تشغل خاطرهم، لأن صاحبها لا يدخل كنيسة أو هيكلاً ولا يعلن رِدَّتَهُ وانتقاله من دين إلى دين، ولا تنتبه له الأسرة فلا تقاطعه ولا تقصه بل يظل يعيش فيها ويتمتع بحقوقها وقد يسيطر عليها، ولا ينتبه لها المجتمع فلا يحاسبه ولا يعاتبه ولا يفصله بل يظل يعيش فيه ويتمتع بحقوقه وقد يسيطر عليه.