وفى المسند عن خال أبى السوار قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأناس يتبعونه، فأتبعته معه، قال: ففجئنى القوم يسعون، قال: وأبقى القوم، قال: فأتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربنى ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك أو شئ كان معه، قال: فوالله ما أوجعنى قال: فبت بليلة، قال: وقلت ما ضربنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا لشئ علمه الله فى، قال: وحدثتنى نفسى أن آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أصبحت، قال: فنزل جبريل عليه السلام على النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: إنك راع، لا تكسرن قرون رعيتك، قال: فلما صلينا الغداة، أو قال أصبحنا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إن إناساً يتبعونى، وإنى لا يعجبنى أن يتبعونى، اللهم فمن ضربت أو سببت، فاجعلها له كفارة وأجراً، أو قال مغفرة ورحمة، أو كما قال" (?) .

فتأمل: كيف أن ضربه هنا كالجلدة، وقعت منه صلى الله عليه وسلم، من غير قصد ولا نية للإيذاء، حيث أقر المضروب؛ أنها لم توجعه، وقد دل الحديث على أن الجلدة، وقعت منه صلى الله عليه وسلم، عتاباً. على من تبعه، من قومه فى مقام، لم يعجبه صلى الله عليه وسلم، أن يتبعوه فيه.

ومن هذا القبيل ما جاء فى ضربه صلى الله عليه وسلم، لعبد الله بن عباس رضى الله عنهما، ملاطفة وتأنيساً وحثاً له على سرعة إنجاز ما طلبه منه.

فعن ابن عباس قال: "كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال: فجاء فحطأنى – أى ضربنى باليد مبسوطة بين الكتفين – وقال: اذهب وادع لى معاوية… الحديث (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015