وهذه القصة "قصة الغرانيق" أخرجها ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشير عن سعيد بن جبير قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة "والنجم" فلما بلغ قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:19-20] ألقى الشيطان على لسانه "تلك الغرانيق العُلا، وإن شفاعتهن لتُرتجى "فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجدوا فنزلت {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج:52] (?) .

القصة باطلة نقلاً وعقلاً.

والقصة من حيث الثبوت وردت بأسانيد كلها ضعيفة أو منقطعة، سوى طريق سعيد بن جبير الذي أخرجه البزار وابن مردويه، وقد طعن في القصة الأئمة النقّاد والعارفون بطرق الحديث وعلله: سئل محمد بن إسحق بن خزيمة عن القصة فقال: إنها من وضع الزنادقة، وقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل (?) .

وقال القاضي عياض: "إن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم، ومن حكيت عنه هذه المقالة من المفسرين والنابغين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015