العالمين (?).
كان عداء قريش كله للمؤمنين وللنبي - صلى الله عليه وسلم - عداء شديدا حتى أنها لم يقر لها قرار رغم هجرة المسلمين لوطنهم واستيطانهم المدينة على بعد ثلاثمائة ميلا، وقد سبق لقريش أن حاولت استرجاع المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك لعدل حاكم الحبشة، ولوجود البحر حائلا بينهم وبين تحقيق هدفهم. وهكذا لم يتمكنوا من اتخاذ أي إجراء أكثر مما قاموا به، وحين بدأ المسلمون الهجرة إلى المدينة، عقدت قريش جميعها النية على مهاجمة المدينة، فكتب قريش مكة بذلك إلى عبد الله بن أبي ورفقائه من الأوس والخزرج ممن كانوا يعبدون الأوثان.
كتبوا إليه ما يلي:
"إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل شبابكم ونستبيح نساءكم".
فلما وصل هذا الخطاب إلى عبد الله بن أبي ورفاقه، عزموا على قتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخبر، فخرج إليهم في "مجمع" وناقشهم في الأمر.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، لأنكم إن قاتلتم المسلمين، فإنما تقاتلون أبناء كم وأخواتكم، وإذا أجبرتم على قتال قريش فإنما تقاتلون من هم غير أهلكم"
فلما سمعوا خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - تأثروا بها وتفرقوا (?).
وبعد ذلك بدأت قريش مكة في التآمر سرا مع يهود يثرب، ولما تمكنوا من ضمهم إليهم خفية، أرسلوا إلى المسلمين - وهم يعتمدون على نجاحهم هذا - يقولون لهم