رحمه للعالمين (صفحة 950)

{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} (الأنعام: 103).

{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (*) له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم} (الشورى: 11، 12). {فلا تضربوا لله الأمثال} (النحل: 74).

{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم} (البقرة: 255).

{قل هو الله أحد (*) الله الصمد (*) لم يلد ولم يولد (*) ولم يكن له كفوا أحد} (الإخلاص: 1 - 4).

أيها القراء! إني جمعت هذه الآيات هنا، ولو تكلمت عن معانيها وفوائدها لاحتاج ذلك إلى كتاب ضخم.

ومن يتدبر يعرف أن التوحيد الذي يعلمه الإسلام ويقدمه القرآن أرفع وأعلى من توحيد الفلاسفة، الذي هو مجموعة الألفاظ والأشكال الفرضية مثل الجوهر والعرض والقديم والحادث والهيولى والمادة وهو التوحيد الذي لا تبقى فيه ذات الله وصفاته.

وكذلك يرتفع توحيد الإسلام عن عقيدة التجسيم التي تصف كلماتها الله تعالى شيئا مجسما. ومن عقيدة التنزيه التي تعتبر نفي الصفات تقديسا، إن الآيات القرآنية تعطي المعرفة الصحيحة، وبهذه المعرفة يضيء القلب السليم بنور اليقين، كما أن أسلوب الإسلام هذا في بيان التوحيد له ميزة خاصة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015