رحمه للعالمين (صفحة 81)

(من أجل النبي - صلى الله عليه وسلم -) (?).

وبقيت الشمس ومعها القمر كلاهما في الغار لثلاثة أيام (?).

وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر يخبرهما بما يقوله أهل مكة (?)، أما عامر بن فهيرة وهو مولى عبد الله أخي عائشة رضي الله عنها والمسئول عن قطيع أبي بكر كان يرعى الغنم، ويحمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يحتاج إليه من حليب، ويعفى آثار القادمين بقطيع الغنم (?).

وقد أثاب الله أبا بكر على صدقه وإخلاص أن قال تعالى: {إن الله معنا} فكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في معية الله.

الخروج من الغار:

وفي الليلة الرابعة خرج من بيت أبي بكر رضي الله عنه بعيران أعدا إعدادا جيدا لهذا السفر، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر على أحدهما، بينما ركب على الآخر عامر بن فهيرة وعبد الله بن الأريقط (الذي استؤجر ليكون دليل السفر)، واتجه الركب إلى المدينة في غرة ربيع الأول، يوم الاثنين (16 سبتمبر 622 م)

وكانت هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتداء بسنة الأنبياء السابقين فقد ورد ذكر هجرة إبراهيم خليل الرحمن، وموسى وداود عليهم السلام في التوراة، وقد تحقق نصر الله تعالى للنبي الكريم بعد الهجرة، مثلما كان يحدث للأنبياء السابقين.

وترك الدليل الطريق الوسطى واتخذ المضي بمحاذاة ساحل البحر، وحين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بالمنطقة التي تتوسط قلعة رابغ الحالية وساحل البحر، خرج سراقة بن جعثم يتعقبه، يقول عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة:

"بينما سراقة يجري بفرسه لابسا البيضة آخذا بالرمح مدججا بالسلاح إذ أبصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015