رحمه للعالمين (صفحة 667)

يظهر نوعا من الخوف ولم يساوره أي شعور بالخوف من التكذيب أو الخوف من القتل.

كان موسى عليه السلام مأمورا بالذهاب إلى فرعون واحد لكن أعداء النبي (ص) كانوا مئات الفراعنة، إن فرعون كان حاكما لدولة منظمة، ولهذا عرض قضية قتل موسى على مجلس دولته.

{قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه} (?).

ولكن سفاحي العرب لم يكونوا ملتزمين برأي مجلس ولا مشورة أحد، ومع ذلك قام النبي (ص) بالإنذار والتبليغ بعد أن أمر بذلك ومن فوره.

والصدر الذي خلا آنذاك حتى من العلوم الدراسية صار مخزنا للنور والمعرفة ومجمعا للهداية والعرفان، وخرجت منه ألوف من أسرار العلوم والحكمة، فأخرجت أهل الدنيا من الظلمات إلى النور.

فحينما ينظر من يتدبر في الآيات القرآنية، ويرى أن شرح الصدر هو المقام الرفيع الذي طلبه موسى، وأعطيه النبي (ص) قبل أن يطلبه، ثم أجاب على ذلك رب العالمين في صورة الاستفهام التقريري، اتضح أن الآية المذكورة تظهر خاصية عليا للنبي (ص).

الخاصية الخامسة

{ووضعنا عنك وزرك} (?)

الوزر هو الحمل الثقيل، وحمل الوزر هو أن يخف الوزر عن أحد فيحمله بنفسه، وفي هذا المعنى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} (?).

والوزير هو صاحب المنصب الذي يرجع إليه في مهمات الدولة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015