رحمه للعالمين (صفحة 453)

ترعرعت بمرأى ومسمع منه، فكيف يمكن أن تخفى عليه صورتها ولا سيما أن الحجاب لم يكن قد صدر به الحكم بعد؟ ثم إن المرأة التي قضت من حياتها ستا وثلاثين سنة وهي من نساء البلاد الحارة كجزيرة العرب التي سرعان ما يزول فيها شباب المرأة، كيف نسلم في مثل هذه المرأة أن زيدا - وهو العبد المعتق - سئمها وضجر منها، أما النبي - صلى الله عليه وسلم - - وهو سيد الأنبياء، وإمام الأتقياء - فقد افتتن بها؟ إن العقل والتجربة والمشاهدة تكذب هذا الادعاء.

توفيت زينب سنة عشرين من الهجرة (?) وهي في الثانية والخمسين من عمرها وهي تكنى أم الحكم (?).

ـ[أقاربها]ـ: لها ثلاثة إخوة: هم عبد الله (المجدع في الله) وأبو أحمد عبد الله وعبيد الله، وثلاث أخوات هن: زينب وحمنة وأم حبيبة.

1 - عبد الله بن جحش: ممن سبق إسلامهم وهو ممن هاجر الهجرتين، أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اثنى عشر رجلا من المهاجرين إلى بطن النخلة ولقبه بأمير المؤمنين، شهد بدرا واستشهد يوم أحد ودفن هو وحمزة في قبر واحد.

عن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي فندعو الله فخلوا في ناحية فدعا سعد وقال: يا رب إذا لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك، ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني. فإذا لقيت قلت: يا عبد الله! فيم جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك. فتقول: صدقت، قال سعد: كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه معلقات جميعا في خيط (?).

وله أبيات تالية في وقعة بطن النخلة:

تعدون قتلا في الحرام عظيمة ... وأعظم منه لو يرى الرشد أرشد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015