رحمه للعالمين (صفحة 45)

الرابعة: الدعوة في مناطق الجزيرة العربية وقبائلها.

الخامسة: الدعوة في جميع الأمم المتحضرة والأديان المعروفة.

وقد ثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - في مواجهة جميع أنوع المصائب بثبات عظيم وكمال ورباطة جأش وصبر وتسامح، وأثبت بالدلائل البينة والبراهين المحكمة تعاليمه.

أحوال العالم وقت البعثة:

يجب أن نتذكر أن الزمان الذي بعث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بدعوته إلى العالم، كان زمانا خيمت فيه ظلمات الجهل على العالم كله. كما سادت الهمجية والوحشية الدنيا كلها وربما شوهدت كلمات الإنسانية والحضارة والأخلاق على صفحات الكتب، إلا أنه لم يكن لها أي أثر على القلوب.

أ - كان بنو إسرائيل قبل المسيح قد استحقوا بأن يسموا بالحيات وأولاد الحيات، وبلعنة المسيح لهم لم يبق فيهم من الإنسانية أثرا إلا شكلها وصورتها الخارجية ودخلت فيهم الوثنية من تأثير الأمم المجاورة لهم.

ب - كانت أوربا تشهد عصر الجهل والبربرية.

وفي إنجلترا كانت تسكن أمم البرتون والسكسون الوحشية، وفي أقاليم إنجلترا المختلفة مثل ناربترلاند، ومدلاند، وكونتيز ونارفوك وساسيكس راجت عبادة الأوثان.

وفي مناطق فرنسا وما حولها سادت الخرافات بينما كان القساوسة يدعون الناس إلى الإتيان بأنواع مختلفة من الفحش والوقاحات.

وظلت فرنسا في حرب دائمة مع أمة السكسون على نهر الألب استمرت إلى ما بعد عام 782 م حين قتل من أسرى السكسون حوالي 4500 أسيرا بلا رحمة في مدينة وردن، أما المجر في تلك الفترة فقد وقعت فريسة في يد أمة وصلت في وحشيتها درجة فظيعة، أمة بعيدة تماما عن كل معاني الحضارة والمدنية قامت بإدخالها في عقيدتها (النصرانية) بوسائل وحشية إرهابية ظالمة (?).

ج - كانت المزدكية تسيطر على إيران، دعت إلى الشيوعية في النساء والمال والأرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015