رحمه للعالمين (صفحة 241)

مصاحبة أي عالم من العلماء حتى زمان البعثة.

وكان الرمي والفروسية والطعن، وقول السجع والشعر ومعرفة الأنساب من فنون ذلك العصر التي يتعلمها شباب الأشراف للحصول على الشهرة والعزة، ولم يكن لأحد أن يحصل على العزة والامتياز بين قومه بدون تحصيل تلك الفنون، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحاول اكتساب أي من هذه الفنون ولم يبد أي اهتمام بها.

يقول المستشرق الفرنسي البروفيسر سيديو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - طلق الوجه، لين الجانب صامتا في الأغلب، ذاكرا لله، معرضا عن اللغو، بعيدا عن سفاسف الأمور، حصيفا عاقلا، كان القريب والبعيد سواءعنده في العدل يحب المساكن ويفرح بالفقراء، لا يحقر فقيرا لفقره ولا يعظم ملكا لملكه، وسلطانه، يؤلف من جالسه ويصبر على تصرف الجهلة، لا ينعزل عن أحد إلا أن يفترق هو، ويحب الصحابة كثيرا ويجلس على الأرض (دون فرش أو متكأ) ويخصف نعله بنفسه ويرقع ثوبه بيديه (?)، ويقابل العدو والكافر بوجه طلق سمح" (?).

ويقول حجة الإسلام الإمام الغزالي:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلف دابته، ويعقل بعيره، وينظف بيته، ويحلب شاته، ويأكل مع الخادم ويعينه على عمله، ويشتري من السوق حاجته، ويحمله على ظهره، ويبادر في التسليم على الأدنى والأعلى والصغير والكبير، من صحبه مشى معه آخذا بيده، ولا يفرق بين العبد والمولى والحبشي والتركي ولا يغاير بين لباس الليل والنهار، ويجيب دعوة الرجل أيا كان، ويأكل ما يقدم له برغبة ولا يدخر من أكل الليل للصبح ولا من أكل الصبح للمساء، كان طيب الخلق كريم الطبع طلق الوجه غير ضحاك، متفكرا غير عابس، متواضعا غير دنيئ، مهيبا غير فظ، سخيا غير مسرف، يرحم كل واحد، ولا يطمع في شيء عند أحد ويطأطئ رأسه" (?).

ويقول شاه ولي الله الدهلوي (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015