رحمه للعالمين (صفحة 22)

6 - وأقام مجلسا قوميا أطلق عليه " الندوة " أو " دار الندوة ".

بعد قصي جاء ابنه عبد مناف (?)، ومن بعده ابنه هاشم (?) ثم ابنه عبدالمطلب (?) (المولود سنة 497 م) ثم ابنه أبو طالب وكانوا جميعا رؤساء مكة المحترمين كل في زمانه، وكان سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي يتناورا طذا الكتاب سيرته العطرة حفيدا لعبدالمطلب. وهكذا اتضح من الصفحات السابقة من كانوا يسكنون في الجزيرة العربية، وكيف كانت علاقتهم بالبلاد المجاورة لهم، ولكن أرى لزاما علي أن أوضح الحديث عن بلاد العرب.

يفهم من مشاهدة الخارطة أن بلاد العرب هي شبه الجزيرة التي يحدها البحر الأحمر من الغرب والمحيط الهندي من الجنوب والخليج العربي من الشرق وبلاد الشام من الشمال، ويفصلها عن الشام سلسلة الجبال الممتدة شمالا، كما تفصلها عن مصر قناة السويس كما يفصل بحر العرب بين الهند والجزيرة العربية.

ومساحة الجزيرة العربية ضعف مساحة فرنسا تقريبا، وتمتاز كل منطقة فيها بخصائص فريدة، فوادي اليمن وجبال الطائف تضارع في خضرتها أحسن مافي شبه القارة الهندية الباكستانية، وتخلو بطاح الحجر وصحراء وسط الجزيرة الواسعة، من الماء والعشب مثلما هو الحال في صحراء إفريقيا العظمى، أما الحالة السياسية والأخلاقية التي كانت عليها جزيرة العرب وقت مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهلا فكانت كما يلي:

في جنوب الجزيرة وجدت دولة الأحباش، وفي الجزء الشرقي إمبراطورية الفرس وفي القطاع الشمالي الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي كانت تسيطر على القسطنطينية (?)، وكان وسط الجزيرة العربية حرا كما يزعمون إلا أن كل إمبراطورية كانت تسعى من جانبها إلى السيطرة عليه.

أثرت الحرية على سكان وسط الجزيرة تأثيرا سيئا للغاية، فظهرت فيهم الأنانية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015