والله ما تركت بيتي وجئت هنا إلا لتسأل الله عز وجل أن يغفر لي ويرحمني وأن يجعل غناي في قلبي، فدعا له النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وفي السنة العاشرة للهجرة حين ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - التقى هؤلاء القوم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فسألهم عن أمر الغلام فقالوا: يا رسول الله ما رأينا مثله قط، ولا حدثنا بأقنع منه بما رزقه الله، لو أن الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت إليها (?).
قبيلة بني سعد فرع من قضاعة، حين وصلوا إلى المسجد النبوي وجدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على جنازة، فقرروا فيما بينهم أن يقيموا في ناحية من المسجد لأنه لا ينبغي أن يعملوا شيئا سوى لقاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحين انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ناداهم وسألهم، أمسلمون أنتم؟ قالوا نعم، فقال: فهلا صليتم على أخيكم؟ فقالوا، لقد اعتقدنا أنه لا يجوز لنا أن نفعل شيئا حتى نبايعك. فقال:
أينما أسلمتم فأنتم مسلمون.
وبينما هم كذلك إذ أتى أصغرهم الذي تركوه على رحالهم، فقال الوفد، يا رسول الله هذا أصغرنا ولهذا فهو خادمنا، قال النبي نعم، أصغر القوم خادمهم بارك الله فيه، فكان من بركة هذا الدعاء أن صار خيرهم وإمامهم وأقرأهم للقرآن.
وحين رجع هؤلاء الناس إلى قومهم انتشر الإسلام في القبيلة كلها (?).
تضمن وفد بني أسد عشرة رجال كان من بينهم وابصة بن معبد وطلحة بن خويلد، قدموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس مع أصحابه في المسجد فقال أحدهم:
يا رسول الله، لقد جئنا إليك بأنفسنا ولم تبعث إلينا أحدا، فأنزل الله على رسوله: