إن العرب جميعهم دخلوا في طاعته، ثم قالوا للوفد: اذهبوا ووافقوا على ما يقول.
قال الوفد: سنخبركم بالحقيقة، لقد وجدناه أتقى الناس وأوفاهم وأرحمهم وأصدقهم وقد بورك لنا ولكم في مسيرنا إليه.
فقال القوم: لماذا أخفيتم عنا هذا السر؟
قال الوفد، أردنا أن ينزع الله من قلوبكم نخوة الشيطان.
وبعدها أسلم هؤلاء القوم، وبعد عدة أيام قدم إليهم رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت إمرة خالد بن الوليد، فأرادوا أن يبدأوا أولا بهدم اللات. فخرج جميع رجال ونساء وشيوخ وأطفال ثقيف ممن ظنوا أنها مستعصية، حتى العواتق من الحجال خرجن أيضا لمشاهدة هذا الحدث، فضرب المغيرة سهما لهدمها، وسقط على الأرض من شدته (?)، فصاحت ثقيف بعد أن رأت هذا وقالت أبعد الله المغيرة وقتلته الربة (?) وقالوا وهم مسرورون، فلتحاول ولكن لن تستطيع هدمها".
فغضب المغيرة بن شعبة وقال، يا أهل ثقيف، ما أجهلكم ما هي إلا قطع من حجارة وماذا عساها فاعلة؟ فأقبلوا عافية الله واعبدوه.
ثم ضرب الباب فكسره ثم علا سورها وبدأ في هدمه وعلا معه بقية المسلمين وهدموا اللات حجرا حجرا، فقال سدنة المعبد، لابد أن الأساس سيخسف بهم، فلما سمع المغيرة هذا حفر الأساس جميعه وهكذا رسخ أساس الإسلام في قلوب هؤلاء القوم.
قدم وفد قبيلة عبد القيس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألهم: ممن القوم؟ فقالوا من ربيعة، فرحب بهم النبي - فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر فصل، نأخذ به ونأمر من وراءنا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع آمركم بالإيمان بالله وحده، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم