محمد. فقال الشيخ، أنا على ما أنت عليه فديني هو دينك. فقال طفيل: إذن اذهب واغتسل وطهر ثيابك ثم تعال أعلمك الإسلام.
ثم جاءت زوج طفيل، فقال لها ما قاله لأبيه، فأسلمت ثم بدأ الدعوة إلى الإسلام، إلا أن أهل القبيلة لم يسلموا.
فحضر طفيل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: يا رسول الله إنه قد غلبني على دوس الزنا فلم يسلموا، فادع لهم فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "اللهم اهد دوسا" ثم رجع دوس إلى قومه.
قال النبي لطفيل وارجع وادع قومك إلى دين الله، وارفق بهم، وفي هذه المرة نجح طفيل نجاحا كبيرا، وفي السنة الخامسة للهجرة أخذ معه إلى المدينة سبعين أو ثمانين أسرة أسلمت فعرف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خيبر، فوصل إلى خيبر فكان له شرف المشاركة، وشرف جميع من معه برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في خيبر، وكان ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - قد وصل من الحبشة مع تلك القبائل الحبشية التي أسلمت، إلى خيبر أيضا.
وكان لوصول جعفر رضي الله عنه من الحبشة ومعه من أسلم من هناك وحضور طفيل بن عمرو من اليمن ومعه من أسلم من قبيلة دوس، إلى خيبر إيذانا من الله تعالى لليهود بأن تعاليم النبي - صلى الله عليه وسلم - التي تفتح قلاع القلوب في البلاد البعيدة لا يعقل معارضتها اعتمادا على قلاع الحجارة والطوب.
قدم هذا الوفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثامنة للهجرة، جاء في البداية شخص يدعى زياد بن الحارث الصدائي، ثم قدم بعد ذلك في خمسة عشر رجلا من رؤساء القوم، فاستضافهم سعد بن عبادة، وبعد عودة هؤلاء انتشر الإسلام في قبيلتهم.
قال زياد للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن لنا بئرا إذا كان الشتاء كفانا ماؤها، وإذا كان الصيف قل علينا، ولهذا يتفرق القوم بحثا عن الماء وقبيلتنا أسلمت حديثا ونحتاج إلى المزيد من التربية والتعليم فادع لنا الله في بئرنا.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ناولني سبع حصيات، فناوله زياد سبع حصيات فعركهن في يده