يمكن التعرف على الطريقة المثلى لنشر الإسلام في العهد النبوي من خلال الاطلاع على بساطة هذه الطريقة ومن خلال التعرف على الوفود التي كانت تصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من حين لآخر.
إن قدوم الوفود وعودتها، والاتصال بمختلف الأمم والقبائل في كل مرحلة وإبلاع دعوة الإسلام إلى الناس، كل هذا كان يتم بأسلوب رائع وحسن، كما أن الحروب الدفاعية التي اضطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاشتراك فيها كانت في منطقة محدودة من البلاد، أما الوفود التي كانت تصل إليه فكانت تصل من كل صوب ومن كل ناحية من أنحاء البلاد، وكانت ينابيع الإسلام والهداية التي فجرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في واد قفر قد جذبت إليها الظمأى من كل صوب، كما أن قدوم الوفود يعد دليلا قويا على عالمية الدعوة وذلك بعد أن أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - سفراءه إلى الحكام والملوك في مختلف البلاد.
وأذكر هنا أسماء القبائل التي أرسلت وفودها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - تاركا أسماء تلك القبائل التي أتت لأغراض سياسية أو لتحقيق فائدة ذاتية:
دوس، صدا، ثقيف، عبد القيس، بني حنيفة، طي، الأشعريون، الأزد، وفروة الجذامي، همدان، طارق بن عبد الله، تجيب، بنو سعد، هذيم، بنو أسد، بهراء، عذرة، خولان، محارب، غسان، بنو الحارث، بنو عيش، غامد، بنو فزارة، سلامان، نجران ونخع.
وفيما يلي نذكر باختصار أحوال وفود القبائل سابقة الذكر:
سبق الحديث عن إسلام طفيل بن عمرو الدوسي، بعد قبوله الإسلام وحين استعد للعودة إلى موطنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله لي حتى يسلموا، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يجعل الله لطفيل آية، فوصل طفيل إلى بيته فأتاه أبوه الشيخ الكبير فقال لطفيل: يا أبت لست مني ولست منك، قال الشيخ: لماذا؟ قال طفيل: لقد جئتك بعد أن أسلمت وتبعت دين