حمل إليه رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - دحية بن خليفة الكلبي (?)، فالتقى بالملك في مكان ببيت المقدس، فاحتفى به هرقل احتفاء عظيما، وسأله مستفسرا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يعرف المزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر بإحضار كل من قدم من مكة إلى ملكه واتفق أن أبا سفيان كان قدم من مكة إلى الشام مع بعض التجار (?) في تلك الأيام، فطلب إلى بيت المقدس ودعى إلى البلاط، وقال القيصر للتجار المرافقين له: سوف أسأل أبا سفيان فإذا ما أخطأ جوابا ذكروا لي ذلك.
وكان أبو سفيان في تلك الأيام من ألد أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يقول أبو سفيان، والله لولا الخوف من أن يكذبني أصحابي لكذبته ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته.
واستمر السؤال والجواب هكذا:
القيصر: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ أبو سفيان: شريف وعظيم. سمع هرقل هذا الجواب فقال، حقا النبي يكون من بيت شريف حتى لا يكون في إطاعته عار على أحد. قيصر: هل ادعى أحد من العرب أو من قريش النبوة من قبل؟ قال أبو سفيان: لا. فسمع هرقل هذا الجواب فقال: لو كان الأمر كذلك لظننت أنه يقلد من سبقه. قيصر: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول بالنبوة؟ قال أبو سفيان: لا. فقال هرقل، هذا لا يمكن لأن من لا يكذب على الناس لا يكذب على الله. قيصر: هل كان من آبائه ملك؟ أبو سفيان: لا. فقال هرقل بعد أن سمع هذا، أنا أرى أنه قد يكون ادعى النبوة ليحصل على ملك أبيه. قيصر: هل أشراف القوم يتبعونه أم ضعفاؤهم؟، أبو سفيان: بل ضعفاؤهم. فقال هرقل: إن الضعفاء هم عادة أتباع الرسل. قيصر: هل يزيد أتباعه أم ينقصون؟ أبو سفيان: بل يزيدون. فقال هرقل، وكذلك الإيمان حتى يتم. قيصر: هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ أبو سفيان: لا. فقال هرقل: وهذا من أثر لذة الإيمان، فحين تقر في القلب ويثبت أثرها في الروح، فيبقى الإيمان ولا يزول. قيصر: هل نقض عهدا أو حنث بوعد؟ أبو سفيان: لا، ولكن بيننا وبينه عهد هذا العام ولنرى