هوذة بعد ذلك بأيام قليلة.
6 - وكان جريج بن متى الملقب بالمقوقس (?) النصراني ملكا على الاسكندرية ومصر، أرسل إليه الحاطب بن أبي بلتعة، وقد جاء في آخر رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أسلم تسلم فإن توليت فإن عليك إثم القبط" (أي أهل مصر).
وقد سلم حاطب الرسالة إلى المقوقس، وأفهمه أيضا مضمونها، فقال: كان قبلك رجل كان يقول "أنا ربكم الأعلى" فأخذه الله نكال الدنيا والآخرة، فحين يحل غضب الله لا يبقى ملك ولا غير ذلك ولهذا فعليك أن تعتبر ولا يعتبر بك غيرك.
قال الملك: إن لنا دينا لن نتركه، ما لم نجد خيرا منه.
فقال حاطب ندعوك إلى دين الإسلام وهو يكفي عن بقية الأديان، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - الجميع إلى الإسلام فعارضته قريش وعادته اليهود، ولكن النصارى كانوا أقربهم منه وأحبهم إليه، وأقسم بالله ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل.
وكل نبي أدرك قوما فهم من أمته ولهذا وجب عليهم أن يطيعوه وأنت ممن أدركه ولتؤمن بأننا ندعوك إلى دين المسيح.
فقال المقوقس إني فكرت في أمر هذا النبي، وليس لدي أي رغبة الآن مع أنه لا ينهى عن مرغوب فيه، وأنا لا أجده بالساحر الضار ولا الكاهن الكاذب، وقد وجدت فيه علامة النبوة، وعلى كل حال سوف أفكر أكثر وأكثر في هذا الأمر. وأخذ رسالة النبي ووضعها في علبة من عاج وأمر بختمه ووضعه في خزانته. وأرسل للنبي بعض الهدايا وكتب ردا على رسالته:
"قد علمت أن نبيا سيظهر وكنت أظن أنه يخرج بالشام" وهو الذي أهدى البغلة المعروفه بـ "دلدل" (?) .. ضمن ما أرسل من هدايا.
7 - كان هرقل ملك القسطنطينية أو الفرع الشرقي للإمبراطورية الرومانية نصرانيا،