عبد: كيف علمت ذلك؟
عمرو: كان النجاشي يخرج له خرجا، فلما أسلم وصدق بمحمد قال: لا والله لو سألني درهما واحدا ما أعطيته، وبلغ هذا هرقل، فقال له أخوه بناق، أتدع عبدك لا يخرج لك خرجا ويدين دينا محدثا؟ فقال هرقل، رجل رغب في دين فاختاره لنفسه ما أصنع به؟ والله لولا الضن بملكي لصنعت ما صنع.
عبد: انظر يا عمرو ما تقول.
عمرو: والله صدقتك
عبد: فأخبرني ما الذي يأمر به "الإسلام" وينهى عنه؟
عمرو: يأمر بطاعة الله عز وجل، وينهى عن معصيته، وينهى عن الزنا وشرب الخمر وعن عبادة الأحجار والأوثان والصليب.
عبد: ما أحسن الأحكام التي يدعو إليها، ليت أخي يتابعني عليه فنذهب حتى نبايع محمدا، ولكني أرى أخي أضن بملكه من أن يدعه.
عمرو: إن أسلم ملكه النبي - صلى الله عليه وسلم - على قومه فأخذ الصدقة من غنيهم فردها على فقيرهم.
عبد: هذا حسن لكن ما المقصود بالصدقة؟
فأخبره عمرو بن العاص بمسائل الزكاة، وحين أخبره أن للإبل أيضا زكاة، قال عبد: وتؤخذ الصدقة من مواشينا التي ترعى الشجر وترد الماء.
فقال عمرو بن العاص: نعم.
فقال عبد: والله ما أرى قومي في بعد دارهم وكثرة عددهم يطيعون هذا.
والحاصل أن عمرو بن العاص مكث هناك أياما، وعبد ينقل لأخيه ما يقوله عمرو ابن العاص، وفي يوم من الأيام دعاه الملك، فدخل عليه فأخذ أعوانه بضبعه فقال دعوه، فأرسل فذهب ليجلس فأبوا أن يدعوه يجلس. فنظر إليه فقال له:
- تكلم بحاجتك.
فسلمه عمرو بن العاص رسالة النبي مختومة. ففض جيفر الخاتم وقرأ الرسالة ثم