الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية، وكانوا من الذين بالغوا في إيذاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وحاولوا كثيرا القضاء على الإسلام، فرآهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأعرض عنهما. فقالت له أم سلمة: يا رسول الله أبو سفيان ابن عمك، وعبد الله ابن عمتك وبعدها قال علي لأبي سفيان أن يأتي النبي بمثل ما قاله إخوة يوسف وذلك طلبا لعفو الرسول، فجاء أبو سفيان وقرأ للنبي الآية: {تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين} فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - {لا تثريب عليكم اليوم. يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}.
ولما سمع أبو سفيان ذلك أنشد هذه الأشعار وقد اعتراه حماس وسرور ونشوة:
لعمرك إني حين أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكالمدلج الحيران أظلم ليلة ... فهذا أواني حين أهدي فأهتدي
هداني هاد غير نفسي ودلني ... على الله من طردت كل مطرد
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعم أنت طردتني كل مطرد (?).
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب أن يباغت أهل مكة فكان كذلك (?). إذ لم يعلموا بقدومه