ومحق الأسباط وما يتعلق بهم لأن هذه الأعمدة والأركان قد ربط بها الله سبحانه وتعالى جميع ما يلزم من القضايا الدينية المشروعة في التوراة حتى الأحكام المدنية، لكي- إذا عدمت هذه اللوازم الركنية بطلت- (كما هو مشاهد الآن) - نستدل من انعدامها على بطلان الديانة جميعها، بحيث تعلق الدين بها، والبرهان على ذلك واضح جدا وأجلى من ضياء الشمس بضحاها ومشاهد تحت حواسنا بفناها.
إذ إنّ الله سبحانه قد نزع الملك منكم والاستيلاء الذي به كنتم تجرون الأحكام الدينية والمدنية وأبطل وجود الأنبياء من سلسلتكم على الإطلاق التي كانت تسوسكم وتنصحكم وتعلمكم وتنبئكم على ما كان وما يكون وتصنع المعجزات لكي تثبت لكم أن الذي كانت تخاطبكم- هو وحي من عند الله. وهذه الكثرة من الأنبياء قد كانت موجودة خاصة عند أمتكم بالحصر، وليست عند من سواها، وآباء الكهنة ورؤساء الكهنة والكهنوت الذي كان لا يتم الخلاص لليهود ولا الغفران إلا بهم وعلى أيديهم، وحتى لا يجوز العمل الذي كانوا يعملونه في الاستغفارات والتخلص من السيئات إلّا بواسطتهم، وهدم المذبح والهيكل الذي عمّره سليمان اللذين كانا لا تتمّ أعمال القرابين إلا بهما. ومحق الله سبحانه وتعالى وهدم معرفة الأسباط ورتبهم ووظائفهم المتعلقة بالخدمات الدينية والأحكام الحرسية والملكية.
ورابعها: وهي الأغرب من كلّ ما ذكرناه- أن «أشداي أصباؤت أهيه شراهيه» حين وضع شريعة التوراة وفرضها قد جعل على الأمة اليهودية شرائع ووصايا يجمع عددها ستمائة وثلاث عشرة وصية،