ضوءا جديدا على تاريخ هذه الطائفة التي استطاعت أن تحافظ على كيانها أكثر من عشرين قرنا.
ويقيم اليوم أبناء هذه الفرقة في نابلس وضواحيها، وقد تقلّص عددهم إلى نحو خمسين عائلة. وهم يحترفون بعض المهن الصغيرة ويبيعون العاديات التي يزعمون قدمها، للسياح والزوار الذين يقصدونهم من أوروبة وإمريكا. بل إن السامريين أنفسهم قد أصبحوا أكثر شبها بالآثار القديمة التي يبيعونها، وقد لا يمر وقت طويل قبلما يسدل الستار نهائيا على آخر أبناء هذه الطائفة السامية القديمة.
القراؤون ويعرفون بالعنانية أيضا، فرقة من اليهود أسسها في العراق عنان بن داود المتوفي في حدود سنتي 790- 800 م. بنتيجة خلاف نشب حول توليته منصب رأس الجالوت. وحكاية هذا الخلاف، أن رأس الجالوت صموئيل بن حسداي توفي سنة 671 م. من غير أن يعقّب ولدا يخلفه في منصبه وعلى هذا عقد علماء اليهود مجلسا برئاسة الأخوين يهوداي البصير بن نحمن عميد مدرسة سورا ودوداي بن نحمن عميد مدرسة فومبديثة (الأنبار) . وكان عنان أرجح المرشحين لتولي هذا الممنصب السياسي العلمي الخطير. لكن عددا من أعضاء المجلس ذكروا عنه فساد السيرة وسوء الأخلاق وقلة التقوى، فرجحوا عليه أخاه الأصغر حنانية بن داود. فثارت نقمة عنان على هذا