فأمر بأن ينقل إليهم أحد الكهنة من أسرى الإسرائيليين ليعلمهم عبادة «يهوه» إله إسرائيل، فصاروا يعبدونه، حسب عقليتهم الوثنية، إلى جانب أربابهم وأصنامهم «1» .
وكان طبيعيا ألا يقبل الإسرائيليون هؤلاء الغرباء إلى حظيرتهم، بل كانوا يعتبرونهم وثنيين مشركين، ويسمونهم «شومرونيم» أي السامريين. فقبل السامريون بهذه التسمية، وإن كانوا أولوها بمعنى «شمرنيم أي المحافظين، ادعاء منهم أنهم كانوا المحافظين على شريعة موسى وأحكامها، وأن ديانتهم هي الدين الموسوي الأصلي «2» .
وبمرور الأيام، ازداد بعد الشقة بين اليهود والسامريين، واستفحل أمر هؤلاء بعد ما أجلى بخت نصر اليهود إلى بابل (586 ق. م.) إذ أنشأ السامريون لنفسهم إدارة مستقلة في فلسطين، حتى إذا ما أذن كورش ملك الفرس لليهود بالعودة (538 ق. م) وشرعوا بتجديد بناء هيكل القدس (520 ق. م.) أثار السامريون ضجة كبيرة وقدموا احتجاجا إلى ملك الفرس، فصاروا سببا في تأخير البناء مدة «3» . فحنق اليهود حنقا شديدا على السامريين، فحرموا الزواج من بناتهم، وأجبروا المتزوجين بالسامريات منهم على طلاقهن.
وعلى هذا قام السامريون من جانبهم بحركة مقابلة. فشيدوا هيكلا مضاهيا لهيكل القدس فوق جبل الجرزيم (الطور) ، وأقاموا عليه كاهنا