السامريون أو السامرية، فرقة دينية نشأت في فلسطين بعد سقوط مملكة إسرائيل باستيلاء تغلث فلاسر ملك آشور على مدينة السامرة عاصمتها، سنة 738 ق. م. فقد جرى هذا الفاتح على عادة كان ملوك الآشوريين يتبعونها في غزواتهم، فأجلى الإسرائيليين عن مواطنهم إلى نواحي الخابور وشمالي إيران، وأحل في محلهم قبائل جاء بها من أطراف بابل وكوثة وعوة وحماة وسفروايم «1» . فسمى اليهود هؤلاء المهاجرين بالكوتيين وسماهم اليونان بالسامريين «2» ، فغلب الاسم الأخير عليهم.
ويروي الكتاب المقدس أن هؤلاء الأجانب الذين استوطنوا السامرة وما جاورها، نقلوا إليها الأوثان التي كانوا يعبدونها في مواطنهم الأصلية. فكان البابليون يعبدون الوثن «سكوت بنوت» والكوثيون «نرغل» وأهل حماة «أشيما» والعويون الصنمين «نبحز وترتق» وكان أهل سفروايم يقدمون الأضاحي البشرية إلى مولوخ، الذي يسمى عندهم «أدرملخ وعنملخ» . فسلط الله عليهم سباعا أخذت تفتك بهم، فطلبوا حماية رب المهجر الجديد الذي استوطنوه، ورفعوا أمرهم إلى ملك أشور،