والنيل يفترق على مسافة من مصر إلى أربعة فروع. يجري الأول باتجاه دمياط، أو كفتور الواردة في التوراة، فيصب في البحر. ويتجه الثاني نحو الرشيد القريبة من إسكندرية فيفيض في اليم. والثالث ينصب بالقرب من أشمون المدينة الكبيرة. أما الفرع الرابع فيجري باتجاه حدود مصر. وهذه الفروع الأربعة عامرة بالمدن والقرى والضياع، والمسافرون يغدون ويروحون فيما بينها برا ونهرا. وبالإجمال ليس في العالم كله بقعة آهلة بالسكان، كثيرة الزروع مثل مصر الواسعة، المليئة بالخيرات.
وعلى بعد فرسخين من مصر الجديدة، توجد أطلال مصر القديمة.
فيها دوارس الآثار والمباني العتيقة وفيها بقايا الأهراء التي شيدها يوسف الصديق (ع) لخزن الحبوب وهناك الأهرام التي بناها السحرة* مما يندر نظيره بين مباني العالم. وهي مشيدة بالحجارة المتناهية ضخامة ومتانة.
وبظاهر المدينة الكنيس الكبير لسيدنا موسى «1» (ع) يقوم على حراسته رجل يعرف بالشيخ أبي نصر. وتبلغ استدارة أطلال مصر