وعندما تدخل الشمس برج الجبار. يهتاج البحر من عصف الرياح الشديدة، وتطوح بالمراكب نحو البحر المتجمد حيث تستقر في مكانها، لا تستطيع حراكا، حتى ينفد الزاد من الركاب، فيهلكون جوعا عن بكرة أبيهم. وقد هلكت على هذه الشاكلة مراكب لا حصر لها. ويدبر سكان هذه البلاد حيلة يتخلصون بها إذا اهتاج البحر في أثناء سفرهم. وحكاية هذه الحيلة أنهم يحملون معهم جربانا من جلود البقر. فإذا عصفت الرياح وأنذرتهم بقرب الهلاك، دخلوا هذه الجربان ومعهم سكين ماضية، وربطوها من الداخل ربطا محكما لكي لا يتسرب الماء إليها. ورموا بأنفسهم في لجة اليم.

فيهجم على هذه الجربان طائر عظيم الخلقة يدعى طائر الرخم «1» ، ظنا منه أنها جيفة حيوان. فينشب مخالبه الحادة فيها ويحملها إلى اليابسة فيطرحها فوق قمة جبل أو في بطن واد ليأكلها. وعندئذ يخرج من في الجراب سكينه التي يحملها معه فيشق الجلد ويخرج فيستولي الرعب على الطائر ويلوذ بالهرب. وبهذه الحيلة يتخلص الركاب من الهلاك فيعودون إلى الأماكن المأهولة. وعلى مسيرة ثلاثة أيام من الصين:-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015