نوفل بن عبد مناف. وقد قال أبو طالب في لاميته المشهورة (?):
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلًا ... عقوبة شر عاجل غير آجل
ميزان قسط لا يخيس شعيرةً ... له شاهد من نفسه غير عائل
وقد نفع الله بالرابطة النسبية نبيه شعيبًا ونبيه صالحًا، قال تعالى عن قوم شعيب: {قَالُوا يَاشُعَيبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَينَا بِعَزِيزٍ} [هود: 91] وقال في قوم صالح: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)} [النمل: 49] ولما كان لوط ليس له في قومه عصبة ظهر فيه أثر ذلك حتى قال ذلك الكلام المحزن: {قَال لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)} [هود: 80].
فالإسلام هو رابطتنا الحقة التي تجعلنا كالجسد الواحد، ولا ينافي ذلك أن لكل منا بعض الروابط الخاصة في حدود الدين الحنيف، فإذابة معنى الأسرة إذابة كلية أقرب إلى الشيوعية منه إلى الإسلام، أما رابطة الإسلام فهي التي يُنادى بها، ولا يجوز أن يُنادى بغيرها محاولة للقضاء على الروابط السماوية التي هي الرابطة حقًّا، وكل تضامن يخالفها فهو باطل، والله تعالى يقول: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13] أي: لئلا يتعصب كل شخص.