ذلك يقول شاعرهم (?):
فوارس لم يغالوا في رضاع ... فتنبو في أكفهم السيوف
فأخبرته فارس والروم أنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ - صلى الله عليه وسلم - تلك الخطة الطبية من الكفار، ولم يمنعه من الانتفاع الدنيوي بها أنهم كفار. وقد انتفع - صلى الله عليه وسلم - في سفر الهجرة بخبرة عبد الله بن الأريقط الدؤلي حين دله على الطريق حتى وصل المدينة بسلام (?)، ولم يمنعه من الانتفاع بخبرته الدنيوية كونه كافرًا، وفي المثل: "اجتن الثمار وألقِ الخشبة في النار".
ومن المؤسف أن أكثر المثقفين في الأقطار الإسلامية في جميع أنحاء الدنيا يعكسون القضية، فيأخذون من حضارة الغرب كل ما فيها من إفلاس روحي، وانحطاط خلقي، وإلحاد كفري، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه خالق الكون، في الوقت الذي لم يحصلوا فيه على شيء من إنتاجاتها المادية والتنظيمية، فخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل (?)
فدين الإسلام دين التقدم في جميع ميادين الحياة، ودين تهذيب