أخرى (?): {كَيفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَال أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (259)} [البقرة / 259].

الموضع الخامس: طيور إبراهيم حيث قال {رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَال أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَال بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَال فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيرِ} يذكرون في قصَّة إسرائيلية أن هذه الأربعة: غراب ونسر وديك وطاووس {فَصُرْهُنَّ إِلَيكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا} فرق لحومها وريشها ورؤوسها على الجبال {ثُمَّ ادْعُهُنَّ} فدعاهن فصار الريش يطير إلى الريش، واللحم إلى اللحم، والعظم إلى العظم، والرأس إلى الجثة، حتَّى جاءت تمشي لا بأس عليها؛ ولذا قال: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)} [البقرة / 260].

قد ذكرنا من هذه الجُمل أن الله -جل وعلا- رتب في أول هذه السورة الكريمة هذا التَّرتيب العجيب، ونوّه بشأن هذا القرآن العظيم الذي هو النور المبين وفيه خير الدُّنيا والآخرة، ثم بين أن النَّاس بالنسبة إليه ثلاث طوائف:

طائفة آمنت به ظاهرًا وباطنًا.

وطائفة كفرت به ظاهرًا وباطنًا.

وطائفة آمنت به ظاهرًا وكفرت به باطنًا.

وضرب لهذه الأمثال، ثم بين أنَّه ينبغي للمسلمين أن يكونوا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015