(?) أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم، يقول الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)} [البقرة / 21 - 24].
تلونا عليكم هذه الآية الكريمة من أول سورة البقرة، وإن كان الكلام عليها لا يسعه يوم ولا بعض يوم، إلَّا أنا يزيد أن نذكر حولها نماذج يستبين بها النَّاس بعضًا من أضواء القرآن.
أولًا: ننبه إخواننا على فضل القرآن العظيم؛ لأنَّ فيه جميع خير الدُّنيا والآخرة، فعلينا جميعًا أن نتدارسه ونتعلمه، حتى نعتقد عقائده، ونحل حلاله، ونحرّم حرامه، ونتأدب بآدابه، وننزجر بزواجره، ونتربى بما فيه من مكارم الأخلاق، وأن نتعظ بما فيه من العبر، والمواعظ، والأمثال، وقصص الأمم الماضية.
الله -جل وعلا- في هذه السورة الكريمة -التي تلونا منها هذه الآيات- التي هي سنام القرآن، السورة العظيمة التي بين الله -جل وعلا- فيها ومهَّد فيها جميع دين الإسلام، ذكر فيها أخبار الأمم الماضين، وأخبار الجنَّة والنَّار، وأقام فيها براهين العقائد، ومناظرة