النبي - صلى الله عليه وسلم - أن جميع المسلمين في أقطار الأرض من مشارقها ومغاربها وجنوبها وشمالها كأنهم جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فعلينا أن نتساعد ونتعاون في الخير، وأن نحافظ على أعمالنا حتى تكون صالحة ترضي الله، وقد بين لنا الله في كتابه أن العمل الصالح هو ما استكمل ثلاثة أمور إذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة فالعمل صالح يرضي الله، وإذا اختل واحد منها فالعمل غير صالح:
الأول من هذه الأمور الثلاثة: هو أن يكون ذلك العمل مطابقًا لما
جاء به سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله يقول في هذا: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ويقول: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] ويقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31].
الثاني من تلك الأمور الثلاثة: هو كون العمل فيما بين الإنسان وبين ربه في نيته التي لا يعلمها إلا الله خالصًا لوجه الله، لا لقصد غرض دنيوي، ولا مال ولا جاه؛ لأن الله يقول: {وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5] ويقول: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)} [الزمر: 14].
الأمر الثالث: أن يكون العمل مبنيًّا على أساس العقيدة الصحيحة؛ لأن العمل كالسقف، والعقيدة كالأساس؛ لأن الله يقول: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النساء: 124] فقيد العمل بالإيمان، ثم بين أن الأعمال الصالحة من غير المؤمنين باطلة، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)}