بغرناطة، (ومنهم) القاضيان بغرناطة؛ شيخنا أبو القاسم الشريف السبتي، شيخ الدنيا جلالة وعلماً ووقاراً، ورياسة، وإمام اللسان حوكاً ونقداً، في نظمه ونثره.

وشيخنا الآخر أبو البركات محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحاج البلفيقي من أهل المرية، شيخ المحدثين والفقهاء والأدباء والصوفية والخطباء بالأندلس، وسيد أهل العلم بإطلاق، والمتفنن في إساليب المعارف، وآداب الصحابة للملوك فمن دونهم؛ فوفدا به على السلطان شفيعين على عظيم تشوقه للقائهما، فقبلت الشفاعة، وأنجحت الوسيلة.

حضرت بمجلس السلطان يوم وفادتهما، سنة سبع وخمسين، وكان يوماً مشهوداً. واستقر القاضي المقري في مكانه، بباب السلطان، عطلاً من الولاية والجراية. وجرت عليه بعد ذلك محنة من السلطان، بسبب خصومة وقدت بينه وبين أقاربه، امتنع من الحضور معهم عند القاضي الفشتالي، فتقدم السلطان إلى بعض أكابر الوزعة ببابه، بأن يسحبه إلى مجلس القاضي، حتى انفذ فيه حكمه، فكان الناس يعدونها محنة. ثم ولاه السلطان، بعد ذلك، قضاء العساكر في دولته، عندما ارتحل إلى قسنطينة. فلما افتتحها، وعاد إلى دار ملكه بفاس آخر ثمان وخمسين، اعتل القاضي المقري في طريقه، وهلك عند قدومه بفاس.

ومنهم صاحبنا الإمام العالم الفذ، فارس المعقول والمنقول، صاحب الفروع والأصول، أبو عبد الله، محمد بن أحمد الشريف الحسني، ويعرف بالعلوي، نسبة إلى قرية من أعمال تلمسان، تسمى العلوين؛ وكان أهل بيته لا يدافعون في نسبهم، وربما يغمز فيه بعض الفجرة، ممن يزعه دينه، ولا معرفته بالأنساب، فيعد من اللغو، ولا يلتفت إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015