بمرسى هُنَيْن؛ وقدم على السلطان بتلمسان، وأحله محل التكرمة، ونظمه في طبقة أشياخه من العلماء. وكان يقرأ عليه، ويأخذ عنه، إلى أن هلك بفاس، سنة سبع وخمسين وسبعمائة. وأخبرني رحمه الله أن مولده بتلمسان سنة إحدى وثمانين وستمائة.
وأما عبد المهيمن كاتب السلطان أبي الحسن، فأصله من سبتة، وبيتهم بها قديم، ويعرفون ببني عبد المهيمن؛ وكان أبوه محمد قاضيها أيام بني العَزَفِيّ، ونشأ ابنه عبد المهيمن في كفالته، وأخذ عن مشيختها. واختص بالأستاذ أبي إسحق الغافقي. ولما ملك عليهم الرئيس أبو سعيد، صاحب الأندلس، سبتة ونقل بني العزفي، مع جملة أعيانها إلى غرناطة، ونقل معهم القاضي محمد بن عبد المهيمن، وابنه عبد المهيمن، فأستكمل قراءة العلم هنالك وأخذ عن أبي جعفر بن الزُّبير ونظرائه، وتقدم في معرفة كتاب سيبويه، وبرز في علو الإسناد، وكثرة المشيخة. وكتب له أهل المغرب والأندلس والمشرق، فاستكتبه رئيس الأندلس يومئذ، الوزير أبو عبد الله بن الحكيم الرندي، المستبد على السلطان المخلوع من بني الأحمر، فكتب عنه، ونظمه في طبقة الفضلاء الذين كانوا بمجلسه، مثل المحدث الرحالة أبي عبد الله بن رشيد الفهري، وأبي العباس أحمد بن. . . العزفي، والعالم