فلنفتتح الكلام بالتعريف بمؤلفه - رضي الله عنه - ومكانه من الأمانة والديانة، ومنزلة كتابه الموطأ من كتب الحديث. ثم نذكر الروايات والطرق التي وقعت في هذا الكتاب، وكيف اقتصر الناس منها على رواية يحيى بن يحيى، ونذكر أسانيدي فيها، ثم نرجع إلى الكلام على متن الكتاب.
أما الإمام مالك - رضي الله عنه - فهو إمام دار الهجرة، وشيخ أهل الحجاز في الحديث والفقه غير منازع، والمقلد المتبوع لأهل الأمصار وخصوصاً أهل المغرب.
قال البخاري: مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي. كنيته أبو عبد الله، حليف عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله القرشي التيمي ابن أخي طلحة بن عبيد الله. كان إماماً، روى عنه يحيى بن سعيد. انتهى كلام البخاري.
وجده أبو عامر بن الحرث بن عثمان ويقال: غيمان بغين معجمة مفتوحة، وياء تحتانية ساكنة، ابن جثيل بجيم مضمومة وثاء مثلثة مفتوحة، وياء تحتانية ساكنة، ويقال حثيل أو خثيل بحاء مضمومة مهملة أو معجمة، عوض الجيم، ويقال حسل بحاء مهملة مكسورة، وسين مهملة ساكنة، ابن عمرو بن الحرث، وهو ذو أصبح. وذو أصبح بطن من حمير، وهم إخوة يحصب، ونسبهم، فهو حميري صليبة، وقرشي حلفاً. ولد سنة إحدى وتسعين - فيما قال ابن بكير، وأربع وتسعين - فيما قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ونشأ بالمدينة، وتفقه بها.