وبالآبلي استسقت الأرض وبلها ... ومستوبل ما مال عنه لأظعان
وهامت على عبد المهيمن تونس ... وقد ظفرت منه بوصل وقربان
وما علقت مني الضمائر غيره ... وإن هويت كلاً بحب ابن رضوان
وكتب هذا الشاعر: صاحبُنا الرحوي يذكر عبد المهيمن بذلك:
لهي النفس في اكتساب وسعي ... وهو العمر في انتهاب وَفَيَّ
وأرى الناس بين ساع لرشد ... يتوخى الهدى وساع لغي
وأرى العلم للبرية زيناً ... فتَزَيَّا منه بأحسن زِيِّ
وأرى الفضل قد تجمَّع كلاً ... في ابن عبد المهيمن الحضْرَمِيِّ
حل بالرتبة العلية في حضْ ... رِةِ مَلْك سامي العِمَادِ عَليِّ
قلم أوسع الأقاليم أمْرًا ... فله قد أطاع كل عصي
قدر ما يفيد منه احتذار ... فبأي تراه يقضي باي
يمنح العز والعلا ويوالي ... بالعطايا الجسام كل ولي
يلجأ الدارعون خوفاً إليه ... فهو يزري بالصارم المشرفي
هو أعلى الأقلام في كل عصر ... حيث ينمى إلى الإمام علي
حليت تلكم الرياسة منه ... بفريد في كل معنى سني
سالك في النظام دراً وطوراً ... ناثر دره بنشر وطي
بدع للبديع ترمي بحصر ... ولصابي بني بويه بعي
ويرى أخرس العراق لديه ... إنه بالشآم كالأعجمي
وعلوم هي البحور ولكن ... ينثني الواردون منها بري
تصدر الأمة العظيمة عنه ... بحديث مجود مروي
وبفقه فيه وحسن مقال ... يضع النور في لحاظ العمي
وبنحو ينحي على سيبويه ... ببيان في المبهمات جلي