رحله ابن خلدون (صفحة 170)

مولاي غاضت فكرتي وتبلدت ... مني الطباع فكل شيء مشكل

تسمو إلى درك الحقائق همتي ... فأصد عن إدراكهن وأعزل

وأجد ليلي في امتراء قريحتي ... وتعود غوراً بينما تسترسل

فأبيت يعتلج الكلام بخاطري ... والنظم يشرد والقوافي تجفل

من بعد حول أنتقيه ولم يكن ... في الشعر حولي يعاب ويهمل

فأصونه عن أهله متوارياً ... أن لا يضمهم وشعري محفل

وهي البضاعة في القبول نفاقها ... سيان فيها الفحل والمتطفل

وبنات فكري إن أتتك كليلة ... مرهاء تخطر في القصور وتخطل

فلها الفخار إذا منحت قبولها ... وأنا على ذاك البليغ المقول

ومنها في ذكر الكتاب المؤلف لخزانته:

وإليك من سير الزمان وأهله ... عبراً يدين بفضلها من يعدل

صحفاً تترجم عن أحاديث الألى ... غبروا فتجمل عنهم وتفصل

تبدي التبابع والعمالق سرها ... وثمود قبلهم وعاد الأول

والقائمون بملة الإسلام من ... مضر وبربرهم إذا ما حصلوا

لخصت كتب الأولين لجمعها ... وأتيت أولها بما قد أغفلوا

وألنت حوشي الكلام كأنما ... شرد اللغات بها لنطقي ذلل

أهديت منه إلى علاك جواهراً ... مكنونة وكواكباً لا تأفل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015