رحله ابن خلدون (صفحة 168)

فعجلته لما انتدبت لأمره ... بالبأس والعزم الذي لا يمهل

ذللت منه جامحاً لا ينثني ... سهلت وعراً كاد لا يتسهل

وألنت من شرس العتاة وذدتهم ... عن ذلك الحرك الذي قد حللوا

كانت لصولة صولة ولقومه ... يعدوا ذؤيب بها وتسطو المعقل

ومهلهل تسدي وتلحم في التي ... ما أحكموها بعد ففي مهلهل

المراد بصولة هنا صولة بن خالد بن حمزة أمير أولاد أبي الليل. وذؤيب: هو ابن عمه أحمد بن حمزة. والمعقل فريق من العرب من أحلافهم. ومهلهل: هم بنو

مهلهل ابن قاسم أنظارهم وأقتالهم. ثم رجعت إلى وصف العرب وأحيائهم:

عجب الأنام لشأنهم بادون قد ... قذفت بحيهم المطي الذلل

رفعوا القباب على العماد وعندها ... الجرد السلاهب والرماح العسل

في كل ظامي الترب متقد الحصى ... تهوي للجته الظماء فتنهل

جن شرابهم السراب ورزقهم ... رمح يروح به الكمي ومنصل

حي حلول بالعراء ودونهم ... قذف النوى إن يظعنوا أو يقبلوا

كانوا يروعون الملوك بما بدوا ... وغدت ترفه بالنعيم وتخضل

فبدوت لا تلوي على دعة ولا ... تأوي إلى ظلل القصور تهدل

طوراً يصافحك الهجير وتارة ... فيه بخفاق البنود تظلل

وإذا تعاطي ضمراً يوم الوغى ... كأس النجيع فبالصهيل تعلل

مخشوشنا في العز معتملاً له ... في مثل هذا يحسن المستعمل

تفري حشا البيداء لا يسري بها ... ركب ولا يهوي إليها جحفل

وتجر أذيال الكتائب فوقها ... تختال في السمر الطوال وترفل

ترميهم منهما بكل مدجج ... شاكي السلاح إذا استعار الأعزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015