رحله ابن خلدون (صفحة 159)

الجديد، وخيم القوم بكدية العرائس محاصرين له، وذلك أيام عيد الفطر من خمس وسبعين، فحاصروها ثلاثة أشهر، وأخذوا بمخنقها إلى أن جهد الحصار الوزير ومن معه، فأذعن للصلح على خلع الصبي المنصوب السعيد ابن السلطان عبد العزيز، وخروجه إلى السلطان أبي العباس ابن عمه، والبيعة له، وكان السلطان أبو العباس، والأمير عبد الرحمن، قد تعاهدوا - عند الاجتماع بوادي النجا - على التعاون والتناصر، على أن الملك للسلطان أبي العباس بسائر أعمال المغرب، وأن للأمير عبد الرحمن بلداً سجلماسة ودرعة، والأعمال التي كانت لجده السلطان أبي علي أخي السلطان أبي الحسن، ثم بدا للأمير عبد الرحمن في ذلك أيام الحصار، واشتط بطلب مراكش وأعمالها، فأغضوا له في ذلك، وشارطوه عليه حتى يتم لهم الفتح، فلما انعقد بما بين السلطان أبي العباس، والوزير أبي بكر، وخرج إليه من

البلد الجديد، ويخلع سلطانه الصبي المنصوب، ودخل السلطان أبو العباس إلى دار الملك، فاتح ست وسبعين، وارتحل الأمير عبد الرحمن يغذ السير إلى مراكش، وبدا للسلطان أبي العباس، ووزيره محمد بن عثمان في شأنه، فسرحوا العساكر في اتباعه، وانتهوا خلفه إلى وادي بهت، فواقفوه ساعة من نهار، ثم أحجموا عنه، وولوا على راياتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015