رحله ابن خلدون (صفحة 158)

بكر، وصعد الجبل، فقاتلوه وهزموه، ورجع إلى مكانه بظاهر دار الملك. وكان السلطان ابن الأحمر قد أوصى محمد بن عثمان بالاستعانة بالأمير عبد الرحمن، والاعتضاد به، ومساهمته في جانب من أعمال المغرب يستبد به لنفسه، فراسله محمد بن عثمان في ذلك، واستدعاه، واستمده. وكان ونزمار بن عريف ولي سلفهم قد أظلم الجو بينه وبين الوزير أبي بكر، لأنه

سأله - وهو يحاصر تازى - في الصلح مع الأمير عبد الرحمن فامتنع واتهمه بمداخلته، والميل له، فاعتزم على القبض عليه، ودس إليه بذلك بعض عيونه، فركب الليل، ولحق بأحياء الأحلاف من المعقل، وكانوا شيعة للأمير عبد الرحمن، ومعهم علي بن عمر الويعلاني كبير بني ورتاجن، كان انتقض على الوزير ابن غازي، ولحق بالسوس، ثم خاض القفر إلى هؤلاء. الأحلاف، فنزل بينهم مقيماً لدعوة الأمير عبد الرحمن. فجاءهم ونزمار مفلتاً من حبالة الوزير أبي بكر، وحرضهم على ما هم فيه، ثم بلغهم خبر السلطان أحمد بن أبي سالم، ووزيره محمد بن عثمان، وجاءهم وافد الأمير عبد الرحمن يستدعيهم، وخرج من تازى فلقيهم، ونزل بين أحيائهم، ورحلوا جميعاً إلى إمداد السلطان أبي العباس، حتى انتهوا إلى صفووى. ثم اجتمعوا جميعاً على وادي النجا، وتعاقدوا على شأنهم، وأصبحوا من الغد على التعبئة، كل من ناحيته.

وركب الوزير أبو بكر لقتالهم فلم يطق، وولى منهزماً، فانحجر بالبلد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015