وكفيل بالمواهب المسئولة من المنعم الوهاب متفاض، وأنتم أولى من ساهم في بر، وعاقل الله بخلوص سر، وأين يذهب الفضل عن بيتكم، وهو صفة حيكم، وتراث ميتكم، ولكم مزية القدم، ورسوخ القدم، والخلافة مقرها إيوانكم، وأصحاب الإمام مالك - رضي الله عنه - مستقرها قيروانكم، وهجير المنابر ذكر إمامكم، والتوحيد إعلام أعلامكم، والوقائع الشهيرة في الكفر منسوبة إلى أيامكم، والصحابة الكرام فتحة أوطانكم، وسلالة الفاروق عليه السلام وشائج سلطانكم؛ ونحن نستكثر من بركة خطابكم، ووصلة جنابكم، ولولا الأعذار لوالينا بالمتزيدات تعريف أبوابكم.
والله - عز وجل - يتولى عنا من شكركم المحتوم، ما قصر المكتوب منه عن المكتوم، ويبقيكم لإقامة الرسوم، ويحل محبتكم من القلوب محل الأرواح من الجسوم، وهو سبحانه يصل سعدكم، ويحرس مجدكم، ويوالي نعمه عندكم.
والسلام الكريم، الطيب الزكي المبارك البر العميم، يخصكم كثيراً أثيراً، ما أطلع الصبح وجهاً منيراً، بعد أن أرسل النسيم سفيراً، وكان الوميض الباسم لأكواس الغمائم، على أزهار الكمائم، مديراً، ورحمة الله وبركاته.
وكتب إلي يهنئني بمولود، ويعاتب على تأخير الخبر بولاده عنه:
هنيئاً أبا الفضل الرضا وأبا زيد ... وأمنت من بغي يخاف ومن كيد
بطالع يمن طال في السعد شأوه ... فما هو من عمرو الرجال ولا زيد
وقيد بشكر الله أنعمه التي ... أوابدها تأبى سوى الشكر من قيد