الصقيل حداً، فيسره الله من بعد الأعواز، وانطلقت على الفرصة بتلك الفرضة أيدي الانتهاز، وسألنا من سائله أسد بن الفرات فأفتى برجحان الجواز، فعم الاكتساح والاستباح جميع الأحواز فأديل المصون، وانتهبت القرى، وهدت الحصون، واجتثت الأصول، وخطمت الغصون، ولم نرفع عنها إلى اليوم غارة تصابحها بالبوس، وتطلع عليها غررها الضاحكة باليوم العبوس، فهي الآن مجرى السوابق ومجر العوالي، على التوالي، والحسرات تتجدد في أطلالها البوالي، وكأن بها قد ضرعت، وإلى الدعوة المحمدية أسرعت، بقدرة من لو أنزل القرآن على
الجبال لخشعت من خشية الله وتصدعت، وعزة من أذعنت الجبابرة لعزه وخضعت، وعدنا والبنود لا يعرف اللف نشرها، والوجوه المجاهدة لا يخالط التقطيب بشرها، والأيدي بالعروة الوثقى متعلقة، والألسن بشكر نعم الله منطلقة، والسيوف في مضاجع الغمود قلقه، وسراييل الدروع خلقه، والجياد من ردها إلى المرابط والأواري، رد العواري، حنقة، وبعبرات الغيظ المكظوم مختنقة، ننظر إلينا نظر العاتب، وتعود من ميادين الاختيال والمراح، تحت حلل السلاح، عود الصبيان إلى المكاتب، والطبل بلسان العز هادر، والعزم إلى منادي العود الحميد مبادر، ووجود نوع الرماح، من بعد ذلك الكفاح نادر، والقاسم يرتب بين يديه من السبي النوادر، ووارد مناهل الأجور، غير المحلاء ولا المهجور، غير صادر، ومناظر الفصل الآتي، عقب