والمقدار، والوقوف عند اختفاء سر الأقدار.
ثم عبرنا نهرها، وشددنا بأيدي الله قهرها، وضيقنا حصرها، وأعرنا بلآلئ القباب البيض خضرها، وأقمنا بها أياماً تحوم عقبان البنود على فريستها حياماً، وترمي الأدواح ببوارها، وتسلط النيران على أقطارها، فلولا عائق المطر، لحصلنا من فتح ذلك الوطن على الوطر، فرأينا أن نروضها بالأجتثاث والانتساف، ونوالي على زروعها وربوعها كرات رياح الإعتساف، حتى يتهيأ للإسلام لوك طعمتها، ويتهنا بفضل الله إرث نعمتها، ثم كانت من موقفها الإفاضة من بعد نحر النحور، وقذف جمار الدمار على العدو المدحور، وتدافعت خلفنا السيقات المتسقات تدافع أمواج البحور.
وبعد أن ألححنا على جناتها المصحرة، وكرومها المستبحرة إلحاح الغريم، وعوضناها المنظر الكريه من المنظر الكريم، وطاف عليها طائف من ربنا فأصبحت كالصريم، وأغرينا حلاق النار بجمم الجميم، وراكمنا في أحواف أجرافها غمائم الدخان، يذكر طيبه البان بيوم العميم، وأرسلنا رياح الغارات لا تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، واستقبلنا الوادي يهول مداً، ويروع سيفه