الشوار، وراعت الاستكثار، وبسطت الاعتمار، رجح لدينا قصدها على البعد، والطريق الجعد، ما أسفت به المسلمين من استئصال طائفة من أسراهم، مروا بها آمنين، وبطائرها المشئوم متيمنين، قد أنهكهم الاعتقال، والقيود الثقال، وأضرعهم الأسار وجللهم الانكسار، فجدلوهم في مصرع واحد، وتركوهم عبرة للرائي والمشاهد، وأهموا بوقيعتهم إلى الإسلام ثكل الواجد، وترة الماجد، فكبسناها كبساً، وفجأناها بإلهام من لا يضل ولا ينسى، وصبحتها الخيل، ثم تلاحق الرجل لما جن الليل، وحاق بها الويل، فأبيح منها الذمار، وأخذها الدمار، ومحقت من مصانعها البيض الأهلة وخسفت الأقمار، وشفيت من دماء أهلها الضلوع الحرار، وسلطت على هياكلها النار، واستولى على الآلاف العديدة من تسبيها الأسار، وانتهى إلى إشبيلية الثكلى المغار فجلل وجوه من بها من كبار النصرانية الصغار، واستولت الأيدي على ما لا يسعه الوصف ولا تقله الأوقار.
وعدنا والأرض تموج سبياً، لم نترك بعفرين شبلا ولا بوجرة ظبياً،