رحله ابن خلدون (صفحة 127)

الجمع واستولى الفرق، واتسع فيه - والحكم لله - الخرق ورأى إن مقام التوحيد بالمظاهرة على التثليث، وحزبه الخبيث، الأولى والأحق.

والآن قد أغنى الله بتلك النية، عن اتخاذ الطوال الردينية، وبالدعاء من تلك المثابة الدينية إلى رب البنية، عن الأمداد السنية والأجواد تخوض بحر الماء إلى بحر المنية، وعن الجرد العربية، في مقاود الليوث الأبية، وجدد برسم هذه الهدية، مراسيم العهود الودية، والذمم الموحدية، لتكون علامة على الأصل، ومكذبة لدعوى الوقف والفصل، وإشعاراً بالألفة التي لا تزال ألفها ألف الوصل، ولأمها حراماً على النصل.

وحضر بين يدينا رسولكم، فقرر من فضلكم ما لا ينكره من عرف علو مقداركم، وأصالة داركم، وفلك إبداركم، وقطب مداركم، وأجبناه عنه بجهد ما كنا لنقنع من جناه المهتصر، بالمقتضب المختصر، ولا لنقابل طول طوله بالقصر، لولا طرو الحصر.

وقد كان بين الأسلاف - رحمة الله عليهم ورضوانه - ود أبرمت من أجل الله

معاقده، ووثرت للخلوص، الجلي النصوص، مضاجعه القارة ومراقده، وتعاهد بالجميل يوجع لفقده فاقده، أبى الله إلا أن يكون لكم الفضل في تجديده، والعطف بتوكيده، فنحن الآن لا ندري أي مكارمكم نذكر، أو أي فواضلكم نشرح أو نشكر، أمفاتحتكم التي هي في الحقيقة عندنا فتح، أم هديتكم، وفي وصفها للأقلام سبح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015