رحله ابن خلدون (صفحة 117)

صنهاج، وفضح بتخليد أمداحهم كل هاج.

وأعجب به، وقد عزز منه مثنى البيان بثالث، فجلب سحر الأسماع، واسترقاق الطباع، بين مثان للإبداع ومثالث، كيف اقتدر على هذا المحيد، وناصح مع التثليث مقام التوحيد، نستغفر الله ولي العون، على الصمت والصون، فالقلم هو الموحد قبل الكون، والمتصف من صفات السادة، أولي العبادة، بضمور الجسم وصفرة اللون، إنما هي كرامة فاروقية، وأثارة من حديث سارية وبقية، سفر وجهها في الأعقاب، بعد طول الانتقاب، وتداول الأحقاب، ولسان مناب، عن كريم جناب، وإصابة السهم لسواه محسوبة، وإلى الرامي الذي سدده منسوبة، ولا تنكر على الغمام بارقة، ولا على المتحققين بمقام التوحيد كرامة خارقة، فما شاءه الفضل من غرائب بر وجد، ومحاريب خلق كريم ركع الشكر فيها وسجد، حديقة بيان استثارت نواسم الإبداع من مهبها، واستزارت غمائم الطباع من مصبها، فآتت أكلها مرتين بإذن ربها، لا. بل كتيبة عز طاعنت بقنا الألفات سطورها، فلا يرومها النقد ولا يطورها، ونزعت عن قسي النونات خطوطها، واصطفت من بياض الطرس، وسواد النقس، بلق تحوطها.

فما كأس المدير، على الغدير، بين الخورنق والسدير، تقامر بنرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015