رحله ابن خلدون (صفحة 112)

الداعي إلى الله بطول بقائه في عصمةٍ منسدلة الأستار، وعزة ثابتة المركز مستقيمة المدار، وأن يختم له بعد بلوغ غايات الحال، ونهاية الأعمال، بالزلفى وعقبى الدار.

(عبد الله الغني بالله أمير المسلمين، محمد بن مولانا أمير المسلمين، أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن نصر].

سلام كريم كما حملت أحاديث الأزهار نسمات الأسحار، وروت ثغور الأقاحي والبهار، عن مسلسلات الأنهار، وتجلى على منصة الاشتهار، وجه عروس النهار، يخص خلافتكم الكريمة النجار، العزيزة الجار ورحمة الله وبركاته.

أما بعد حمد الله الذي أخفى حكمته البالغة عن أذهان البشر، فعجزت عن قياسها، وجعل الأرواح أجناداً مجندةً - كما ورد في الخبر - تحن إلى أجناسها، منجد هذه الملة من أوليائه الجلة بمن يروض الآمال بعد شماسها، وييسر الأغراض قبل التماسها، ويعنى بتجديد المودات في ذاته وابتغاء مرضاته على حين أخلاق لباسها، الملك الحق، واصل الأسباب بحوله بعد انتكاث أمراسها، ومغني النفوس بطوله، بعد إفلاسها حمداً يدر أخلاف النعم بعد إبساسها، وينشر رمم الأموال من أرماسها، ويقدس النفوس بصفات ملائكة السموات بعد إبلاسها.

والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسوله سراج الهداية ونبراسها عند اقتناء الأنوار واقتباسها، مطهر الأرض من أوضارها وأدناسها، ومصطفى الله من بين ناسها، وسيد الرسل الكرام ما بين شيثها وإلياسها، الآتي مهيمناً على آثارها،

في حين فترتها ومن بعد نصرتها واستيئاسها، مرغم الضراغم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015