البحرية أن هذا المرسى ليس في بلاد السلطان الذي يدخل التجار إلى بلاده آمنين إنما هذا مرسى في بلاد السلطان أَيْري شكروتي، وهو من العتاة المفسدين وله مراكب تقطع في البحر فخفنا أن ننزل بمرساه، ثم اشتدت الريح فخفنا الغرق. فقلت للناخوذة: نزلني إلى الساحل وأنا آخذ لك الأمان من هذا السلطان، ففعل ذلك. وأنزلني بالساحل. فأتانا الكفار، فقالوا: ما أنتم؟ فأخبرتهم أني سلف سلطان المعبر وصاحبه جئت لزيارته وأن الذي في المركب هدية له فذهبوا إلى سلطانهم فأعلموه بذلك فاستدعاني فذهبت له إلى مدينة بطالة وهي حضرته مدينة صغيرة حسنة عليها سور خشب وأبراج خشب وجميع سواحلها مملوءة بأعواد القرفة تأتي بها السيول فتجتمع بالساحل كأنها الروابي ويحملها أهل المعبر والمليبار دون ثمن إلا أنهم يهدون للسلطان في مقابلة ذلك الثوب ونحوه. وبين بلاد المعبر وهذه الجزيرة مسيرة يوم وليلة. وبها أيضاً من خشب البقم كثير ومن العود الهندي المعروف بالكلخي إلا أنه ليس كالقمارى والقاقُلّي1 وسنذكره.
واسم سلطان سيلان أيري شكروتي "بفتح الهمزة وسكون الياء وكسر الراء ثم ياء وشين معجم مفتوح وكاف مثله وراء مسكنة وواو ممفتوح وتاء معلوة مكسورة وياء"، وهو سلطان قوي في البحر. رأيت مرة وأنا بالمعبر مائة مركب من مراكبه بين صغار وكبار. وصلت إلى هنالك وكانت بالمرسى ثمانية مراكب للسلطان برسم السفر إلى اليمن فأمر السلطان بالاستعداد وحشد الناس لحماية أجفانه فلما يئسوا من انتهاز الفرصة فيها قالو: إنما جئنا في حماية مراكب لنا تسير أيضاً إلى اليمن. ولما دخلت على هذا السلطان الكافر قام إلي وأجلسني في جانبه وكلمني بأحسن كلام. وقال ينزل أصحابك على الأمان ويكونون في ضيافتي إلى أن يسافروا، فإن سلطان المعبر بيني وبينه الصحبة. ثم أمر بإنزالي فأقمت عنده ثلاثة أيام في إكرام عظيم متزايد في كل يوم. وكان يفهم اللسان الفارسي ويعجبه ما أحدثه به عن الملوك والبلاد. ودخلت عليه يوماً وعنده جواهر كثيرة أتي بها من مغاص الجوهر الذي ببلاده وأصحابه يميزون