في البر أو في النهر أيضاً لمن أراد ذلك، فسافرت في النهر واكتريت رجلاً من المسلمين يحمل لي البساط. وعادتهم إذا سافروا في ذلك النهر أن ينزلوا بالعشي فيبيتوا بالقرى التي على حافتيه ثم يعودوا إلى المركب بالغدو فكنا نفعل ذلك ولم يكن بالمركب مسلم إلا الذي اكتريته وكان يشرب الخمر عند الكفار إذا نزلنا ويعربد علي فيزيد تغير خاطري. ووصلنا في اليوم الخامس من سفرنا إلى كُنْجي كَري "وضبط اسمها بكاف مضموم ونون ساكن وجيم وياء مد وكاف مفتوح وراء مكسور وياء"، وهي بأعلى جبل هنالك. يسكنها اليهود، ولهم أمير منهم، ويؤدون الجزية لسلطان كولم.

وجميع الأشجار التي على هذا النهر أشجار القرفة والبقم وهي حطبهم هنالك. ومنها كنا نقد النار لطبخ طعامنا في ذلك الطريق. وفي اليوم العاشر وصلنا إلى مدينة كَوْلَم "وضبط اسمها بفتح الكاف واللام وبينهما واو"، وهي أحسن بلاد المليبار وأسواقها حسان وتجارها يعرفون بالصوليين لهم أموال عريضة يشتري أحدهم المركب بما فيه ويوسقه من داره بالسلع. وبها من التجار المسلمين جماعة كبيرهم علاء الدين الآوجي من أهل آوة من بلاد العراق، وهو رافضي ومعه أصحاب له على مذهبه وهم يظهرون ذلك. وقاضيها فاضل من أهل قزوين. وكبير المسلمين بها محمد شاه بندر وله أخ فاضل كريم اسمه تقي الدين. والمسجد الجامع بها عجيب عمره التاجر خواجة مهذب. وهذه المدينة أول ما يوالي الصين من بلاد المليبار وإليه يسافر أكثرهم. والمسلمون بها أعزة محترمون. وكان سلطان كولم كافراً يعرف بالتِيرَوَرِي "بكسر التاء المعلوة وياء مد وراء وواو مفتوحين وراء مكسورة وياء" وهو معظم المسلمين. وله أحكام شديدة على السراق والدعار.

ومما شاهدت بِكََولم أن بعض الرماة العراقيين قتل آخر منهم وفر إلى دار الآوجي وكان له مال كثير، وأراد المسلمون دفن المقتول، فمنعهم نواب السلطان من ذلك. وقالوا لا يدفن حتى تدفعوا لنا قاتله فيقتل به وتركوه في تابوته على باب الآوجي حتى أنتن وتغير. فمكنهم الآوجي من القاتل ورغب منهم أن يعطيهم أمواله ويتركوه حيا فأبوا ذلك وقتلوه. وحينئذ دفن المقتول.

أخبرت أن سلطان كولم ركب يوماً إلى خارجها وكان طريقة فيما بين البساتين ومعه صهره زوج بنته وهو من أبناء الملوك، فأخذ حبة واحدة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015