الفضة المذهبة، وصنعت أحد عشر طيفوراً، وملأتها بالحلواء، وغطيت كل طيفور بمنديل حرير فلما قدم السلطان من الصيد وقعد ثاني يوم قدومه بموضع جلوسه العام غدوت عليه بالجمال فأمر بها فحركت بين يديه وهرولت فطار خلخال أحدها فقال لبهاء الدين ابن الفلكي: بايل ورداري، معنى ذلك: ارفع الخلخال، فرفعه ثم نظر إلى الطيافير فقال: جداري "جه داري": درآن طبقها حلوا است معنى ذلك ما معك في تلك الأطباق حلواء هي؟ فقلت له: نعم. فقال للفقيه ناظر الدين الترمذي الواعظ ما أكلت قط ولا رأيت مثل الحلواء التي بعث إلينا ونحن بالمعسكر ثم أمر بتلك الطيافير أن ترفع لموضع جلوسه فرفعت وقام إلى مجلسه واستدعاني وأمر بالطعام فأكلت ثم سألني عن نوع من الحلواء الذي بعثت له قبل فقلت له يا خوند عالم تلك الحلواء أنواعها كثيرة ولا أدري عن أي نوع تسألون منها فقال إيتوا بتلك الأطباق وهم يسمون الطيفور طبقا فأتوا بها وقدموها بين يديه وكشفوا عنها فقال عن هذا سألتك وأخذ الصحن الذي هي فيه فقلت له هذه يقال لها المقرصة ثم أخذ نوعاً آخر فقال وما اسم هذه؟ فقلت له هي لقيمات القاضي. وكان بين يديه تاجر من شيوخ بغداد يعرف بالسامري وينتسب إلى آل العباس رضي الله عنه وهو كثير المال ويقول له السلطان يا والدي فحسدني وأراد أن يخجلني فقال ليست هذه لقيمات القاضي بل هي هذه. وأخذ قطعة من التي تسمى جلد الفرس وكان بإزائه ملك الندماء ناصر الدين الكافي الهروي وكان كثيراً ما يمازح هذا الشيخ بين يدي السلطان فقال يا خواجة أنت تكذب والقاضي يقول الحق فقال له السلطان وكيف ذلك؟ فقال: يا خوند عالم هو القاضي وهي لقيماته. فإنه أتى بها. فضحك السلطان وقال صدقت. فلما فرغنا من الطعام أكل الحلواء ثم شرب الفقاع بعد ذلك وخذنا التنبول وانصرفنا. فلم يكن غير هنيهة وأتاني الخازن فقال ابعث أصحابك يقبضون المال فبعثتهم وعدت إلى داري بعد المغرب فوجدت المال بها وهو ثلاث بدر فيها ستة آلاف ومائتان وثلاث وثلاثون تنكة وذلك صرف الخمسة والخمسين ألفاً التي هي دين علي وصرف الاثني عشر ألفاً التي أمر لي بها فيما تقدم بعد حط العشر على عادتهم، وصرف التنكة ديناران ونصف دينار من ذهب المغرب.
وفي تاسع جمادى الاولى خرج السلطان برسم قصد بلاد المعبر، وقتال